القائمة الرئيسية

الصفحات






سجى محمد أحمد (علي محمد)

التقرير الأول

موضوع التقرير/ العملية التي هزت كيان الإحتلال الإسرائيلي (طوفان الأقصى)

 


العملية التي هزت كيان الإحتلال الإسرائيلي (طوفان الأقصى)


مقدمة

شنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 هجوماً مباغتاً استهدف مواقع للجيش الإسرائيلي في مواقع ونقاط المراقبة الإسرائيلية المنتشرة على حدود القطاع كما سيطرت وحدات كوماندوس تابعة للحركة على نحو 20 مستوطنة اسرائيلية داخل ما يسمى الخط الأخضر.

وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واعتبرت أكبر هجوم على اسرائيل منذ عقود.

وأسفرت العملية خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 100، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب بمطار بن غوريون.

وأفادت هيئة البث الاسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأوليين من بداية المعركة.

في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف وقال أبو عبيدة أن عدد الأسرى لدى كتائب القسام بين 200 و 250 وأضاف أن عشرات الأسرى فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي.

ويوم 31 يناير/ كانون الثاني 2024 إرتفعت حصيلة القتلى من الجنود الإسرائليين إلى 223 قتيلاً حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم 15 فبراير/ 2025 عن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية عن القطاع المدمر إلى 28 ألفاً و264 شهيداً وعلاوة على ذلك 111 ألفاً و688 مصاباً منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023.

 

قبل السابع من أكتوبر

قبل إقدامها على تنفيذ هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 التي عُرفت بـ "طوفان الأقصى"، كانت المقاومة الفلسطينية أمام تحديات غير مسبوقة، تبدأ من الخطاب السياسي لحكومة اليمين التي أخذت على عاتقها حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، حيث رفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل شهر واحد من الطوفان خريطة فلسطين التاريخية، وعليها "دولة إسرائيل" فقط، دون أي إشارة للوجود الفلسطيني، وهو ما ينسجم مع تلك الإجراءات الإسرائيلية التي حوَّلت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى مجرد أداة أمنية لتعزيز حماية المستوطنات الإسرائيلية، بينما كان قطاع غزة عديم الخيارات، يحاول التكيف مع الحصار وترقُّب المساعدات الدولية غير الكافية.

 

المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعترف بالفشل في توقعها لطوفان الأقصى

اعترف عدد من المسؤولين الإسرائليين بفشل أجهزة الإستخبارات والجيش في مواجهة عملية طوفان الأقصى معتبرين أن تقصيراً كبيراً تم تسجيله على المستوى الأمني نتيجة عدم اكتشاف مخطط حماس قبل تنفيذها هجومها.

ونشرت وسائل اعلام إسرائيلية رسالة وزعها رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية على مرؤوسيه يقول فيها بأن الإستخبارات العسكرية فشلت في توقع هجوم حماس، وأنه يتحمل المسؤولية كاملة.

وأكد متحدث عسكري إسرائيلي في وقت سابق أقر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بوجود أخطاء في التقييمات الإستخباراتية قبل هجوم "حماس" المباغت الذي شكل صدمة لإسرائيل وقال هذا خطأي ويعكس أخطاء كل من يقومون بالتقييمات (الإستخباراتية).

واعترف الجيش الإسرائيلي بعدم قدرته على الدفاع عن إسرائيل خلال الساعات الاولى من الهجوم.

وأكد انهيار القاعدة العسكرية إذ أظهر التحقيق أن تقديرات الجيش حول قدرات حماس كانت بعيدة عن الواقع وأن القاعدة العسكرية بحاجة إلى مراجعة شاملة.

 

الأضرار التي حلت على الضفة الغربية في وقت طوفان الأقصى

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل قتلت 370 فلسطينياً في الضفة الغربية بين 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023 و 2024، بينهم 94 طفلاً. قُتل 79% منهم على يد قوات الأمن الإسرائيلية، والباقي على يد المستوطنين الإسرائليين.

 

من المكاسب التي حققتها المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى

أولًا: كسر هيبة الاحتلال

نجحت المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربة غير مسبوقة لكيان الاحتلال ومؤسساته العسكرية والأمنية ، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر والجندي المدجج بالسلاح المتفوق على الآخرين. إن مباغتة كتائب القسام وتتوقها الملحوظ وانجازاتها البادية ولا سيما العدد الكبير من القتلى والأسرى الصعب ترميمها بالنسبة لدولة الاحتلال في السنوات القليلة القادمة.

كما أن هذه الصورة المتضعضعة لقوات الاحتلال سيكون لها أثرها الكبير على معنويات كل من المقاومة الفلسطينية وجمهورها من جهة وجيش الاحتلال وجبهته الداخلية من جهة ثانية بشكلين متعاكسين بطبيعة الحال. فضلاً عن أن كسر صورة إسرائيل كقوة عسكرية وأمنية كبيرة في المنطقة قد يكون له أثره السلبي على مسار تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية والاسلاميه.

خصوصاً اذا ما أقدمت على عمل عسكري في غزة تسبب بخسائر بشرية كبيرة.

ثانيًا: ملف الأسرى

عرضت المقاومة الفلسطينية مراراً عقد صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال عبر وسطاء دون أن تجد تجاوباً الأن وفي يد المقاومة الفلسطينية عشرات الأسرى لم يعد ممكناً لأي حكومة إسرائيلية تجنب عقد الصفقة وبما يرضي المقاومة الفلسطينية وبتنازلات صعبة على الاحتلال إذ أنه لن يكون بمقدورها تجنب الضغوط الداخلية عليها لاسترداد هذا العدد الكبير من الأسرى.

 

رأي الخبير العسكري اللواء فايز الدويري بشأن عملية طوفان الأقصى

قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والاستراتيجي أن عملية طوفان الأقصى جديرة بما قاله أبو عبيده المتحدث العسكري لكتائب عز الدين القسام (حماس) حين وصفها "بضربة القرن" مرجعاً إلى ذلك إلى ما تجرعه الإحتلال الإسرائيلي فيها من مرارة هزيمة حطمت كبريائه.

وأوضح أن هذه المرة الأول التي يتجرع فيها الاحتلال هذا القدر من مرارة الهزيمة لأنه في كل الحروب السابقة وإن تضمنت بطولات لمن واجهه فإن النتائج في النهاية كانت تحسب بصورة ما لصالحه حتى في حرب 1973 بينما كانت هزيمته حاضرة في حربه على غزة من بدايتها.

وأكد على قدرة القسام على الإستمرار في القتال، وإدارة المعركة بنجاعة وربط وقف إطلاق النار بما تراه من شروط، مشدداً في هذا السياق على أن القسام أقدر من جيش الاحتلال على الاستمرار في القتال، رغم الدعم الغربي المكثف.

 

الهدنة

بعد 15 شهراً من العدوان الإسرائيلي وارتكاب آلاف المجازر البشعة بحق الفلسطينيين وتدمير المنازل والأحياء في غزة بلا هوادة، تمكنت جهود الوساطة بمشاركة فعالة من جانب مصر من الوصول لاتفاق هدنة وقف اطلاق النار مدة مرحلته 42 يوماً تكون بدايتها من تاريخ 19/ يناير/2025.

تم نقد الهدنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 

الخاتمة

أخيراً وفي المحصلة فإن معركة طوفان الأقصى قد أظهرت عزماً وتصميماً وتخطيطاً وتنفيذاً فاق كل التوقعات من جانب المقاومة الفلسطينية، أظهر أنها كانت في حالة إعداد منذ مدة طويلة، وقد استطاعت الأخيرة أن تحقق منجازات لن يمكن لأي حكومة إسرائيلية حالية أو قادمة تجنب التعامل مع تبعاتها.

 

 


تعليقات