سجى محمد أحمد (علي محمد)
التقرير الثاني
موضوع التقرير/ العنف ضد الأطفال
مقدمة
إن حق الأطفال في الحماية من العنف منصوص
عليه في إتفاقية حقوق الطفل، حيث أنّ ما يُقارب مليار طفل تتراوح أعمارهم
بينَ 2-17 عاماً تعرّضوا للعنف خلال عام واحد من منتصف عام 2019م حتّى منتصف عام
2020م.
وفي الأردن تحديداً، تقدّر نسبة السكان دون الثامنة عشر من العمر
بأكثر من 40 %، أي ما يزيد عن4.221 مليون طفل. لذلك، كانت الأردن من أوائل الدول
التي وقعت على إتفاقية حقوق الطفل.
ولا يعرف العنف ضد الأطفال حدوداً للثقافة
أو للطبقة أو للتعليم. فقد يحدث ضد الأطفال في المؤسسات، في المدارس، في المنزل.
تعريف
العنف
يُعرّف العنف ضدّ الأطفال بأنّه إساءة معاملة الطفل، وهو الفرد الذي
لم يتجاوز عمره 18 عاماً، وذلك بتعريضه للعنف الجسديّ، أو الايذاء النفسيّ، أو
الإهمال، أو الاعتداء الجنسيّ، من قِبل أفراد الأسرة، أو أفراد آخرين في المجتمع،
أو في بيئة مؤسسيّة أو تعليميّة، وقد يكون الشخص المعتدي على الطفل شخصاً بالغاً
أو قاصراً أو حتّى طفلاً.
ويؤكد تعريف العنف على/ عــدم
التبرير – بحيــث أنــه لا يمكــن تبرير أي عنــف ضــد
الأطفــال، "فجميــع أنــواع العنــف ضــد الأطفــال يمكــن منعهــا " .
عــدم الإستثناء – واعتبــار "جميــع أشـكال العنـف
ضـد الأطفـال مرفوضـة مهمــا كانــت" وعــدم وجــوب تقويــض حــق الطفــل
المطلــق فــي الكرامــة واإلنســانية والســامة البدنيــة والنفســية بــأي شــكل
مــن الأشــكال، وبالأخــص عــدم جــواز وصــف أي شــكل مـن أشـكال العنـف علـى
أنـه "مقبـول قانونيــاً أو اجتماعيــاً أو ثقافيــا.
أشكال
العنف
العنف الجسدي: يُعرف على أنه عقاب تستخدم فيه القوة
الجسدية ويكون الغرض منه إلحاق درجة معينة من الألم والأذى مهما قلت شدتهما ويشمل
معظم أشكال هذا العنف "ضرب الأطفال باليد أو بإستخدام أداة".
العنــف النفســي:
إســاءة المعاملــة النفســية، أو الإِســاءة العقليــة، أو الإِســاءة اللفظيــة
والإِســاءة العاطفيــة، ويشــمل مــا يلــي: جميــع أشــكال التفاعــل مــع
الطفــل التــي تنطــوي دائمًا علـى ضـرر، مثـل إشـعاره بأنـه عديـم القيمـة أو
غيـر محبــوب أو مرغــوب فيــه أو بأنــه معــرض للخطــر أو بــأن لا قيمــة لــه
ســوى فــي تلبيــة احتياجــات غيــره. الترهيــب والتهديــد، والاِســتغلال
والإِفســاد، والاِزدراء والنَبــذ، والعــزل والتجاهــل والتحيــز. المجافــاة،
وإهمــال الصحــة العقليــة والاِحتياجــات الطبيــة والتعليميــة. الشــتم
والنَبــذ والإِذلال والاِزدراء والســخرية والنيــل مــن مشــاعر الطفــل.
الإِيداع فــي الحبــس الاِنفــرادي أو العــزل أو الاِحتجــاز فــي ظــروف مذلــة
أو مهينــة. تسـلط البالغـين أو الأطفـال الآخريـن تسـلطًا نفسـيًا علـى غيـرهـم
وتنكيلهـم بهـم، بمـا فـي ذلـك مـن خــلال تكنولوجيــات المعلومــات والاِتصــالات
مثــل الهواتــف النقالــة والإِنترنــت (وهــو مــا يعــرف بـ "التســلط
عبــر الحواســيب").
العنــف الجنســي: يشــمل العنــف الجنســي والإستغلال
الجنســي مــا يلــي: حمــل أو إكــراه الطفــل علــى تعاطــي
أي نشــاط ً جنســي غــر مشــروع أو ضــار نفســياً استغلال الأطفال جنسيا لأغراض
تجارية. اســتغلال الأطفــال فــي وضــع تســجيلات ســمعية أو بصريــة لحــالات
الاعتــداء عليهــم جنســياً، و أي إيــذاء جنســي تســتخدم فيــه القــوة
الجســدية، ومـع ذلـك فهـو يشـكل تعديـاً علـى ذات الأخـر ويقوم علـى الاستغلال
ويـؤدي إلـى الصدمـة.
الإهمال: يُعتبر الإهمال من أشكال العنف الذي
يتعرّض لها الطفل، ويُقصد به القيام بأيّ فعل أو إغفال القيام به من قِبل الوالدين
أو مُقدّمي الرعاية نحوَ أطفالهم، بحيث يحرم ذلك الطفل من الاحتياجات الأساسيّة،
وينعكس سلبياً على صحة الطفل الجسديّة أو النفسيّة، ومن مظاهر إهمال الطفل التخلّي
عنه، وعدم تلبية احتياجاته العاطفيّة أو النفسيّة الأساسيّة لعمره، والتقصير في
رعايته الطبيّة أو التعليميّة، وإهمال احتياجاته الأساسيّة من غذاء، وملابس،
ومأوى، وتظهر علامات الإهمال على الطفل من سوء نظافته، وانخفاض وزنه، والغياب المتكرّر
عن مدرسته، وغيرها، ويظهر هذا النوع من العنف ضدّ الأطفال الإناث أكثر من الأطفال
الذكور، ومن الآثار السلبيّة التي تنعكس على الطفل بسبب الإهمال ما يأتي:
المشكلات الصحيّة: فقد
يؤدّي سوء التغذية التي يُعاني منه الطفل بسبب الإهمال إلى بطء في نموّ الدماغ،
وقد يتعرّض الطفل للعديد من المشاكل الطبيّة في حال أهملَ الوالدان إعطاؤه
التطعيمات الضروريّة. المشكلات
المعرفيّة: يؤدّي إهمال الطفل إلى تدنّي تحصيله الأكاديميّ، وقد يؤدّي
لتأخّر أو ضعف في تطوّر اللغة لديه، كما قد يتسبّب بمشاكل فكريّة متعدّدة. المشكلات العاطفيّة: ينعكس
الإهمال على الصحة العاطفيّة لدى الأطفال، إذ يؤدّي إلى تدنّي احترام الذات،
وصعوبة الثقة في الآخرين، وغير ذلك. المشكلات الاجتماعيّة والسلوكيّة: بيّنت الدراسات أنّ أكثر من نصف
الأطفال الذين تعرّضوا للإهمال في طفولتهم انحرفت سلوكيّاتهم واتجهوا لتعاطي
المخدرات، والانحراف، والتغيّب عن المدرسة، كما يتسبّب الإهمال في صعوبة تكوين
علاقات اجتماعيّة صحيّة.
أسباب
العنف ضد الأطفال
تساهم مجموعة من الظروف والعوامل على
حدوث ظاهرة العنف ضدّ الأطفال، وقد تكون هذه الظروف فرديّة، أو مجتمعيّة، أو في
إطار العلاقات،ومن الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث ظاهرة العنف ضدّ الأطفال، ما يأتي:
نشوء الوالِدَين أو أحدهما في أسرة
وبيئة تجعل العنف ضدّ الأطفال يبدو وكأنه أمرٌ طبيعيّ يحدث في كل بيت، إذ إنّ
تعرُّض أحد الوالِدين أو كلاهما للعنف أثناء طفولتهما قد يكون سببًا في اعتبارهم
العنف أمراً عادياً، إذ تشير الدراسات إلى أنّ الطفل الذي يتعرّض للعنف أثناء
طفولته يكون أكثر عرضةً لممارسته في المستقبل.
حاجة المعنِّف لتفريغ الضغوطات
والانفعالات السلبيّة والغضب وغيرها من المشاعر التي يتعرّض لها في المجتمع أو
العمل. أثر الأسباب النفسيّة على المعنِّف، والتي قد تؤدّي إلى عدم قدرته على
السيطرة على نفسه، والتصرّف بعنف.
أثر المشكلات الاقتصاديّة، والتي
تزيد بدورها الضغوطات على الوالدين، وتشعرهما بالعجز والضعف، مثل: البطالة،
والفقر، وتراكم الديون.
دور الانحرافات السلوكيّة
والأخلاقيّة التي تؤدّي بالشخص إلى التصرّف بعنف، مثل شرب الخمور والمُسكرات.
تأثّر الوالِديْن أو أحدهما بما
يشاهدانه في وسائل الإعلام كالأفلام التي تشجّع على العنف.
قصور بعض القوانين والتشريعات الحكوميّة
المعنيّة بحماية الطفل من العنف. قلّة الثقافة والوعي بأساليب التربية السليمة
والناجحة. غياب أو قلّة وجود المؤسّسات المجتمعيّة التي ترصد الأطفال المعرّضين أو
المحتمل تعرّضهم للعنف بكافّة أنواعه.
الاتفاقيات
الدولية لحماية الأطفال من العنف
2014
عقد مجلس حقوق الإنسان، عملاً بقراره 25/10،
حلقة نقاش في 23 أيلول/ سبتمبر 2014 ضمن إطار دورته الـ27، بشأن سبل ووسائل حثّ
الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على العنف ضد الأطفال، مع التركيز بشكل خاص
على طرق تحسين منع العنف وحماية الأطفال باعتبار ذلك أولوية وشاغلًا شاملًا على
الصعيد العالمي، وتقاسم الممارسات الفضلى والدروس المستفادة في هذا المجال. كما
طلب المجلس في القرار نفسه إلى المفوضة السامية أن تعد تقريرًا موجزًا عن حلقة
النقاش وتقدمه إلى مجلس حقوق الإنسان قبل دورته الـ28.
2012
في العام 2012، أصدرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان تقريرًا يصف
الحالة الراهنة للعنف ضد الأطفال في إطار نظام قضاء الأحداث، ويحدد مخاطر العنف
التي يكون الأطفال عرضة لها ويحلل العوامل الهيكلية التي تساهم في العنف. كما يقدم
عددًا من الاستراتيجيات الموصى بها من أجل منع العنف ضد الأطفال والتصدي له في
نظام قضاء الأحداث. وقد قُدم التقرير عملاً بقرار مجلس حقوق الإنسان 18/12، واستند
إلى دراسة
الأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال لعام 2006، التي لا
تزال تُعتَبَر وثيقة تأسيسية لمنع جميع أشكال العنف ضد الأطفال والقضاء عليها في
جميع السياقات، بما في ذلك داخل نظام قضاء الأحداث.
2007
وكانــت دراســة 2007 قــد ســلطت الضــوء علــى عــدد مــن
الوقائــع المتعلقــة بحالــة العنــف ضــد الأطفــال فــي الأردن، حيــث أشــارت
إلــى ارتفــاع معــدلات ممارســات العنــف ضــد الأطفــال. وبحســب الدراســة، نصت
على أن 50 فـي المائـة مـن الأطفـال قـد تعـرضوا للإيذاء الجســدي مــن قبــل
الوالديــن" الأوصيـاء
القانونيين" ومعلمـي المـدارس والإداريين والأشــقاء، بينمــا تعــرض حوالـي
ثلثهـم للإيذاء الجسـدي مـن قبـل بعض البالغـيـن والأطفــال فــي الحــي، وتعــرض
طفــل مــن بــين كل 1000 طفــل للعنــف الشــديد، ممــا تطلــب تدخــل الســلطات
المســؤولة، مثــل إدارة حمايــة الأسرة فــي مديريــة الأمــن العــام.
خاتمة
تعليقات
إرسال تعليق