سجى محمد أحمد (علي محمد)
التقرير الثالث
موضوع التقرير/ إحدى مشكلات هذا العصر (البطالة)
إحدى مشكلات هذا العصر (البطالة)
مقدمة
تعد البطالة من أبرز التحديات التي تواجه هذا العصر حيث
تؤثر سلباً بشكل كبير على الأفراد والمجتمعات والدول فهي ليست مجرد غياب فرصة
العمل للفرد، بل تتسبب في العديد من المشكلات الإجتماعية والإقتصادية التي تتطلب
جهوداً مكثفة من الحكومات والمؤسسات للحد من أثارها.
وأصدرت دائرة الإحصاءات العامة تقريرها السنوي حول معدل البطالة في
المملكة لعام 2024، حيث بلغ معدل البطالة 21.4% خلال عام 2024 بانخفاض مقداره 0.6
نقطة مئوية عن عام 2023 حيث بلغ آنذاك 22.0%. وبلغ معدل البطالة عند الذكور 18.2%
خلال عام 2024 مقابل 32.9% للإناث. وبمقارنة معدل البطالة (للذكور والاناث) لعام
2024 مع العام الذي سبقه 2023 فإن معدل البطالة للذكور قد انخفض بمقدار 1.4 نقطة
مئوية وارتفع للإناث بمقدار 2.2نقطة مئوية.
تعريف البطالة
تعرف البطالة أنها ظاهرة اجتماعية اقتصادية تحدث عندما
لا يجد الأفراد فرصة عمل أو وظيفة بالرغم من سعيهم وبحثهم الجاد عنها، ويشمل مفهوم
البطالة الأفراد الذين ينتظرون العودة الى العمل بعد أن تمت إقالتهم، لكنه
بالمقابل لا يشمل الأشخاص الذين يتركون العمل لأسباب معينة، كإستكمال الدراسات
العليا، أو التقاعد، أو ظروف صحية، أو اسباب شخصية، كما أنه لا يشمل أيضاً الأشخاص
الذين لا يبحثون أو يسعون للحصول على وظيفة.
أسباب البطالة
· العوامل الجغرافية.
· عدم التوافق بين المهارات المطلوبة لسوق
العمل والمهارات الموجودة لدى الافراد.
· الركود العالمي.
· الأزمة المالية.
· قلة الرواتب بالنسبة للكفاءات المطلوبة.
ويوجد عدة أسباب لظاهرة البطالة في
الأردن، منها:
·
رغبة الشباب في الحصول على وظيفة في القطاع الحكومي، على الرغم
من أن نسبة فرص العمل متوفرة أكثر في القطاع الخاص.
·
تعارض متطلبات سوق العمل مع المهارات التي يمتلكها الشباب، وهي
ظاهرة منتشرة، ليس على مستوى الأردن فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط ككل.
· عدم القدرة على جذب استثمارات
اقتصادية، من شأنها أن تخفف من نسبة البطالة في الأردن.
·
تزايد أعداد العمالة الوافدة، وانخفاض فرصة
توظيف العمالة الوطنية.
· ارتفاع نسب اختيار الشباب لتخصصات
محددة، والذي سبب اكتظاظ في التخصصات الطبية والهندسية، وتخصصات العلوم الإنسانية،
مما أدى لوجود فائض في سوق عمل تلك التخصصات، بالإضافة إلى مشكلة تمركز فرص العمل
بشكل كبير في العاصمة عمان.
أنواع البطالة في الأردن
هناك عدة أنواع للبطالة في الأردن،
ومن هذه الأنواع:
· البطالة
الاحتكاكية: وتنتج هذه
البطالة نتيجة التوقف المؤقت عن العمل لأسباب البحث عن فرصة عمل أخرى، أو من أجل
التفرغ للدراسة.
· البطالة الهيكلية: هذا النوع من البطالة ناجم عن الفجوة التي تحدث
بسبب ازدهار الاقتصاد ونموه من جهة، والأزمة التي يتعرض لها الاقتصاد بسبب الظروف
التي تتعرض لها المملكة من جهة أخرى، مما يؤدي إلى إيقاف عملية التوظيف، والتخلي
عن بعض الموظفين، كحل للأزمة المالية التي تتعرض لها المؤسسات.
· البطالة
السلوكية: يحدث هذا النوع
من البطالة بسبب رفض مشاركة الشباب في بعض الوظائف الإنتاجية، بسبب النظرة السائدة
في المجتمع اتجاه امتهان هذه الوظائف.
· البطالة
المستوردة: تنتج بسبب
الاعتماد على العمالة الأجنبية في تشغيلهم ببعض المهن مثل الزراعة والبناء، وعدم
اخراط العمالة الوطنية وتأهيلهم لمثل هذه الوظائف.
أثار البطالة على المجتمع
تراجع النمو الاقتصادي، يؤدي
ارتفاع معدلات البطالة إلى تقلص الإنتاج والنشاط الاقتصادي بشكل عام. فعندما يكون
هناك عدد كبير من الأفراد بلا عمل، فإنهم يفقدون القدرة على المساهمة في إنتاج
السلع والخدمات، مما يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي للبلد.مما يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة،
حيث يعاني أفراد البطالة من نقص الدخل والعجز عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويزداد
انتشار الفقر وعدم المساواة في المجتمع نتيجة البطالة، حيث يصبح الأفراد المتعثرين
ماليًا عرضة للحصول على دخل منخفض وفقر واستبعاد اجتماعي.
مما يؤدي الى اضطرابات
اجتماعية، تؤدي إلى انعدام الفرص الوظيفية و إلى زيادة
الاحتقان. قد يشعر أفراد البطالة بالإحباط والعجز والغضب، مما يمكن أن يؤدي إلى
زيادة حالات الجريمة، والتوتر الاجتماعي، والاضطرابات الاجتماعية الأخرى.
أيضاً تؤثر على الصحة النفسية، حيث يمكن أن تتسبب
البطالة في زيادة حالات القلق والاكتئاب والتوتر النفسي ففقدان العمل يعني فقدان
الاستقرار الاقتصادي والشعور بالقيمة الذاتية، مما يؤثر على الصحة النفسية للأفراد
المعنيين وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى.
وقد يصل تأثيرها الى انخفاض مستوى التعليم والمهارات،
ومن الممكن أن يؤدي البقاء في حالة البطالة لفترة طويلة إلى تراجع المهارات
والمعرفة لدى الأفراد المتضررين. فعدم العمل يعني فقدان الفرصة لتعلم مهارات جديدة
وتنمية القدرات، مما يؤثر سلبًا على فرص التوظيف المستقبلية.
الخاتمة
تعد مكافحة البطالة مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الحكومات
والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية. وفي النهاية يبقى توفير فرص العمل الكريمة
للأفراد هدفاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة والإستقرار الإجتماعي.
تعليقات
إرسال تعليق