القائمة الرئيسية

الصفحات

 



الاسم: سجى محمد أحمد (علي محمد)

المقابلة الثانية مع الأستاذة هديل عبد العزيز-مؤسسة مركز العدل للمساعدة القانونية

الموضوع/ العدالة للجميع: "قصة تأسيس مركز العدل للمساعدة القانونية"



العدالة للجميع: "قصة تأسيس مركز العدل للمساعدة القانونية"

 

مقدمة:

في عالمٍ قد تبدو فيه العدالة بعيدة عن متناول الفئات الأضعف، كان لابد من مبادرة تعيد للحق معناه الحقيقي. من هذا الإيمان العميق ولدت فكرة تأسيس "مركز العدل للمساعدة القانونية"، ليكون جسرًا يربط بين القانون والناس، وبين الحقوق والنفاذ إليها. هديل عبد العزيز، المحامية والناشطة الاجتماعية، رأت بأم عينها معاناة من يُحرمون من حقوقهم فقط لأنهم لا يملكون تكلفة الدفاع عنها، فقررت أن تجعل من القانون أداة للتمكين، لا ترفًا للنخبة.

 

عن التأسيس والبداية:

1-    ما الذي ألهمك لتأسيس مركز العدل، وهل كان هناك لحظة معينة أحسستي انها الوقت المناسب؟

ظهرت فكرة تأسيس المركز بسبب وجود فجوة في المنظومة التشريعية الأردنية وبسبب وجود حاجة كبيرة جداً لوصول الجميع الى العدالة.
كنا أنا وزميلاتي نعمل في القضاء وفي محاكم تطوير القضاء وكنا نلمس يومياً حاجة الناس للمساعدة من خلال رؤيتنا لتعامل منظومة العدالة مع الفئات الأكثر ضعفاً خاصة النساء والأطفال والعمال المهاجرين. والذي ضاعف هاد الإحساس انه تم تعديل قانون محاكم الصلح بحيث أصبح هناك إلزامية بتوكيل محامي في القضايا التي قيمتها أكثر من 1000 دينار، بالتالي الناس حتى لو مرفوع عليهم قضية ما بقدرو يوصلو للعدالة من هنا شعرنا أن الوقت قد حان للبدء.

 

2-    كيف كانت البداية؟
البداية كانت بسيطة بإمكانيات محدودة جداً، بدأنا بعيادة قانونية واحدة مع محامي واحد بشكل تطوعي بدوام جزئي.

عن الرسالة والتأثير:

3-    ما هي رسالتك التي تريدين إيصالها من خلال المركز؟

أن العدالة حق للجميع وليست حكراً على المقتدرين مالياً فقط، وتعزيز وصول الأفراد إلى العدالة انطلاقاً من مبدأ مساواة الجميع أمام القانون.

4-    كيف ترين تأثير المركز اليوم على المجتمع أو الفئة المستهدفة؟
اليوم وصلنا بتقديم خدمات المساعدة القانونية لكافة الفئات المستحقة على مستوى المملكة، حيث أن

مئات الأشخاص تمكنوا من استعادة حقوقهم أو حماية أنفسهم بسبب وجودنا، وهذا التأثير يتضاعف مع مرور الوقت.

عن التحديات والنجاح:

5-     ما هي التحديات التي واجهتكِ وكيف تغلبتِ عليها؟
من أكبر التحديات كان الفكر السائد بأن العدالة مش مهمة وخاصة للنساء المعنفات في كثير انطباع عام حتى بين مقدمين الخدمات الرسميين مثل الامن والوزارات المعنية بأن المرأة التي تطالب بحقها تكون قد خرجت عن الإطار الاجتماعي المقبول وأن المساعدة القانونية هي شكل من أشكال التحريض للنساء وتدمر الأسر.

وبلا شك كان لدينا تحديات كثيرة بعضها طابع اجتماعي وبعضها طابع سياسي مثال: نقابة المحاميين كانت تعتبر أن المساعدة القانونية تنافس أرزاق المحاميين وسعوا الى إغلاق المركز من خلال رفع قضايا متعددة ضد المركز وأخرها كانت القضية الجزائية والتي رفض نقيب المحاميين اعطائنا إذن بتوكيل محامي فيها ومع ذلك ربحنا القضية في عام 2022، وهذه القضية كانت قضية مفصلية على مستوى الأردن لأنها تحدت أن من حق المجتمع المدني أن يقدم خدمة المساعدة القانونية طالما أن مقدمي الخدمات محاميين مزاوليين.

إضافة إلى تحدي تأمين التمويل والدعم المستدام حيث تعرضنا لخطر إغلاق المركز في لحظات معينة.

وخلال دراسة أجريناها ذكرنا كيف تغلبنا على التحديات من أكثر من جانب، أولا الثقة والصدق في تقديم الخدمة وإعتماد معايير واضحة والتعاون المستمر مع أصحاب المصلحة والشركاء الرسميين من خلال حفاظنا على المعايير والعمل بشكل مؤسسي، وكان كل ذلك بحاجة للصبر والايمان بالرسالة ليس فقط مني بل أيضاً من الفريق حيث عشنا أيام صعبة لم يكن فيها تمويل، لكن لم نتوقف عن تقديم الخدمة لأننا مؤمنين أن العدالة حق ولا يصح أن تتوفر حسب الإمكانيات أو حسب المزاج،  وطبعاً التحديات ما توقفت واحنا كمان ما زلنا مستمرين.

 

ما هو أكبر إنجاز أو لحظة فخر عشتِها من خلال مسيرتك مع المركز؟

اللحظات كثيرة منها وصول رسالة لنا من أم بعد أن تمت مساعدة ابنها الحدث في قضيته ولم يتم حبسه وتم تطبيق العقوبات البديلة عليه واستطاع أن يحصل على شهادة التوجيهي قالت لنا " هاد بجهد مركز العدل وبفضلكم".

كمان في مره طفلة توكلنا عنها كانت محكومة ثلاث سنوات ظلم لأنها غيرت شهادتها بسبب نسيانها شهادتها الأولى عندما كانت طفلة وتوكلنا عنها وتم تبرئتها من القضية، وهناك الكثير من القضايا التي لا تقل أهمية مثل أخذ قضايا لامهات محرومات من أطفالهم ونساء معنفات حيث لدينا خط ساخن لحمايتهم. كل يوم أنا بشعر بالفخر وكل يوم الانجازات على هاي المستويات لصغيرة بتملأني بالحماس والطاقة إني أقدر أكمل وأعرف أن المشوار ما زال طويل. 

عن المستقبل والطموحات:

6-     إذا جاءك دعم مفتوح، ما هو الشيء الذي سيتم تطويره بالمركز؟
سنعمل على توسيع خدماتنا لتشمل مناطق جديدة أكثر احتياجًا، وتطوير برامج التوعية القانونية، إضافة إلى بناء قدرات قانونيين محليين ليكونوا أكثر قربًا من مجتمعاتهم.

7-     ما هي النصيحة التي تقدمينها لأي شخص يريد بدء مشروع اجتماعي؟
ابدأ من حاجة حقيقية على الأرض، تمس الناس فعلاً، وكن مستعدًا للصبر والمثابرة، لأن التغيير الاجتماعي يحتاج وقتًا وجهدًا مستمرًا.

 


تعليقات